بذور

  #الصمت  لماذا عندما تتردد كلمة صيام في القرآن تجدها في معظمها مرادفا للصمت وليس للامتناع عن الطعام، هل فكرتم قبلا في ذلك؟ زكريا مخاطبا الله، "قال ربي اجعل لي آية، قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا" الله مخاطبا مريم، "فكلي واشربي وقري عينا فأما ترين من البشر فقولي أني نذرت للرحمن صوما فلن اكلم اليوم انسيا" التأمل في بقية العبادات هي الجلوس وحيدا في سكينة وصمت سيدنا محمد ذهب إلى غار حراء واختلى بنفسه وبعدها جاءه الوحي الصمت، والتأمل هو نوع من  أنواع العبادة لمَ لا يذكرها احد في الإسلام مع أن معظم آياته تتحدث عن الصيام عن الكلام وعن عظمة التأمل والتفكر (أفلا تذكّرون، أفلا تعقلون ،أفلا تتدبرون) يأتيك أحدهم وقلبه مليء بالإيمان وحب الله ويريد أن يهدّ الدنيا ليجعلهم كلهم على ملّته من مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو بذلك يخالف مشيئة الله " ولو شاء ربك  لجعل الناس أمة واحدة" لكنه لم يشاء وأنت شئت وأنت هنا تخالف بمشيئتك إرادته لذا قبل أن تفكر بهداية غيرك (انفد بجلدك) فالطريق إلى جهنم محفوف بالنوايا الحسنة ويوم الحساب لن يأتي فلان ليشفع لك لو أخطأت. ...

عندما تقرأ كتابا فأنت فتحت أحد أبواب الحياة وتعرفت على تجربة جديدة دون أن تتحرك من مكانك وكذلك حال بعض الأفلام والمسلسلات. عندما تسمع معزوفة أو تشاهد لوحة أو مشهد جميل وتتأمله، فتحت بابا آخر من أبواب الحياة. عندما تتعرف إلى شخص جديد دون أن تطلق حكمك عليه مسبقا أنت فتحت بابا من أبواب الحياة. عندما تسافر، عندما تذهب إلى المدرسة ومن ثم إلى العمل، كلها أبواب جديدة في الحياة. وكلما ازدادت الأبواب التي فتحتها ازدت انفتاحا، والانفتاح عكس الانغلاق - معلش بديهية بس ضرورية - الانفتاح يجعلك تتقبل الآخر، تفهمه وليس من الضروري أن تشبهه والأهم من هذا كله أنك لن تخاف منه فالانسان عدو ما يجهل والانفتاح يزدك معرفة وعندما تدرك الأشياء يلتغي الخوف من حياتك والخوف هو حائط كبير يقف بينك وبين أحلامك. ضع زوادتك على ظهرك وانطلق من باب إلى آخر واستمتع بكل مشهد جديد. فالحياة رحلة ليس إلا..