بذور

 الوقت هو أثمن عملة، وجمالها أنها متاحة للجميع، لكن ياترى هل الجميع يتعامل معها كما تستحق؟  مرة طلبت معجبة من بيكاسو رسما، قدم لها واحدا وقال لها سيساوي مليون دولار، كان عملا متقنا.  قالت له : ولكنه لم يستغرق منك  سوى ثلاثين ثانية لإنجازه .  قال لها : استغرق مني ثلاثين عاما لاستطيع رسمه في ثلاثين ثانية باتقان.  هذا الوقت الذي يضيع بدون إنجاز كل يوم ممكن أن يصنع منك عبقريا لو استثمرته. كلنا يعرف هذه المعطيات لكن معظم الناس لا تأخذ بها واعتقد أنها كارثة المعرفة، خير ألف مرة أن ترتكب خطأ وانت تجهل أنه خطأ من أن ترتكبه مع سبق الإصرار، هذه حال المعرفة مع الغالبية الآن، تحدثهم بمعلومة فيقولون لك : قديمة آتني بغيرها.  بما انها قديمة هل قمت بتنفيذها؟  مافائدة المعلومات إذا لم نستخدمها؟  كل يوم يجب أن اضع بذرة صغيرة لعمل ما مهما كان بسيطا ولا أسمح ليوم أن يمر دون إنجاز.  ما تزرعه اليوم ستحصده غدا ومن يزرع لاشيء (هوا) سيحصد إعصارا.

 هل يموت الحب فجأة كما نصاب بسكتة قلبية؟ أو ممكن دماغية وعندما يعود المريض إلى رشده يذكر طيف حب مر من هنا..  ممكن أن يكون مرضا مزمنا تحاول انعاشه مرات وتفشل، اظنه التعبير الأمثل. تتذكر طيف تلك المشاعر، كانت جميلة، قوية، كانت صادقة، لكنها ماتت.  تنظر بكل حنان الدنيا إلى الآخر وتودعه تودعه بقلبك لأنك لا تقوى على مصارحته بأن كل هذا الحب قد مات.  كثيرة هي القصص التي يدفن اصحابها حبهم في صمت ولا يعلنون عن موته معتبرين أن عدم الاعتراف بذلك الموت ممكن أن يعيده إلى الحياة. نصيحتي، اغسلوه، كفنوه، وممكن أن تعن ذكراه بين فترة وأخرى كنوع من الحنين لكن ادفنوه علانية .  وحده الدفن بشكل صريح ممكن أن يقنعكم أن من مات لن يعود إلى الحياة عندها فقط ممكن أن تجدوا حبا آخر.