صلب المسيح
موضوع شائك خطر على بالي ولم استطع ألّا اتكلم به، على الأقل ببني وبين نفسي، أدوّنه حتى لا تذهب أفكاري كغيرها، أو ممكن عند تدوينها يخلق لها بعد آخر، لا أدري.
تأثرت جدا البارحة عندما بدأت بقراءة كتاب رحلتي الفكرية للمسيري، وعندما تحدث عن كتابه الموسوعة وكم أخذ منه جهدا ووقتا، وكيف كانت الكتابة تساعده على التأمل وتعديل الأفكار وتنسيقها.
للكتابة فعل السحر، عندما ترتب أفكارك وماتريده بعقلك أمر، وعندما تبدأ بتدوينه أمر آخر ، وكأنك بتدوينك خرجت للحياة، قررت أن تنجب تلك الفكرة رغم صعوبة ومسؤولية فكرة الإنجاب.
وكما أخبرتكم الموضوع شائك وأنا نصف أميّة بما يخص الأديان والعقيدة، فالمسيحية ترتكز مسيحيتهم على فكرة الصليب وأن المسيح قد صُلب والإسلام ينفي فكرة الصلب من أساسه، وأنا أمشي بينهم كمّن يمشي في حقل للألغام.
الفكرة جائتني عندما فكرت بالله وفتحت ذراعي وقلت بسري يا ربي أنا كلّني لك.
فورا تذكرت الصورة المطبوعة للمسيح وكيف أنه صُلب، ولم أستطع منع تلك الفكرة التي لمعت في ذهني، المشهد يدل على الاستسلام الكامل، وفعلا استسلم المسيح كليّا لله في مشهد الصلب، ولكن شدّة إيمانه أنقذته كما أنقذت سيدنا إبراهيم سابقا من النار وكانت بردا وسلاما، فهو لم يصلب وفي اللحظة التي قاموا بصلبه ( شُبّه لهم) كما يقول القرآن.
ممكن أن تستسلم بالكامل وتحاول أخذ عذابات الجميع كما يؤمن المسيحية ولكن عندما تصل لتلك المرحلة من السموّ سيأتي المنقذ ويخلّصك من عذاباتك، قصة سيدنا إبراهيم أيضا تجسد نفس الفكرة، هل يوجد عاقل يفعل مافعله؟
لا يفكر فقط بل يذهب لقتل أبنه ايضا، وفي اللحظة التي استسلم فيها كاملا للفكرة وقرر تنفيذها، فداه الله بذبح عظيم، هذه القصة أيضا هي دعوة للتأمل.
أخلصوا النية، استسلموا بالكامل، وكونوا على ثقة بأن شيئا جميلاً سيكون بانتظاركم في النهاية.
هي بذرة التسليم التسليم لله طبعا
الخالق وهبنا العقل دائما لنتفكر ..ولم يعطيني من العلم الا القليل وجميعنا تقريبا جاهلين بالدين والعلم ...اما اختيارك للمسيري كان موفق ورائع جدا فالدكتور عبد الوهاب المسيري لم يكنليقدم كل ما انتجه منكتب وأبحاث الا بعد تفكر عميق وابداع قلم واجتهاد لسنوات طوال ومسيرته لا يمكن ان نختصرها بكلمات ولكن استذكر هنا كتابه الاشهر على الاطلاق موسعة اليهود واليهودية والصهيونية التي احدثت نقلة نوعية في مسيرته أديب وعالم اجتماع ..
ردحذفأما قلمك الذي اطلقتيه لكتابة ما يجول في فكرك من صورة في مخيلتك وقد تكون في مخيلتنا جميعا عن السيد المسيح ما هي الا عصارة افكار تراود مخيلتك وافكارك ..ولا ضير في أن يعترف المرء بتقصيره نحو ما يدور حوله وماهية الاديان والصراعات التي قامة منذ خلق البشرية حتى يومنا وانهي تعليقي على ما خطه قلمك كما بدأت الخالق وهبنا العقل وميزنا فيه عن بقية مخلوقاته لنتفكر ..دمتي بخير
كل التوفيق لقلمك
أحمد عبد المجيد