كيف تخفف من العنصرية؟



بما أن الموضة هذه الأيام الحديث عن العنصرية، أينما التفتت وأقصد منصات التواصل الإجتماعي، كلٌّ لديه قصته مع العنصرية، أو رأيه الشخصي، وكأن الموضوع بالعدوىٰ، أنا لم أكترث في البداية، ثم تبدأ الفكرة بدخول عقلك دون إرادتك، مع الوقت يصبح من الضروري أن تشارك وتقول رأيك، وهذا ما كنت أسميه "البرمجة" .
كل إنسان منذ ولادته يتعرض للبرمجة، في البداية من خلال عائلته الصغيرة التي ينشأ فيها، للعائلة الأكبر، للمجتمع، ومن ثم من خلال الكتب التي يقرر قرائتها، ومع كل شخص يقرر أن يدخله حياته، مروراً بالإعلانات والإعلام بشكل عام، تماما كصفحات دفتر نستمر بالكتابة عليه كل يوم، وبما أن البرمجة موجودة لا محالة، قررت أنا أن أبرمج نفسي، أختار من الأشخاص الذين يستحقون الدخول لحياتي، نوعية الموسيقىٰ التي أريد سماعها، ولا شك أنني قاطعت الأخبار بكل أشكالها، أختار ما أريد أن اقرأه أو أشاهده .
المهم، أنه رغم حربي هذه ضد البرمجة الخارجية إلا أن موضوع العنصرية طالني بشكل أو بآخر.
لن أنكر أي شكل من أشكال العنصرية، ولكني بدأت بتأمل الفكرة من زاوية مختلفة، ووجدت أن ما يقابل العنصرية بطريقة عكسية هي الثقة بالنفس، تستطيع أن تواجه أي شكل من أشكالها أي العنصرية من خلال ثقتك بنفسك، هي كالدرع الذي يمكن أن تحصن نفسك به، فعندما تتعرض للعنصرية حتماً ستتأذىٰ حتى مع ثقتك بنفسك، ولكن سيكون الضرر أقل، هي كالجدار، ستمنع الآخرين من التمادي، عندما يجدون أن كلماتهم لم تفي بالغرض ولم تؤذك كما ينبغي لن يستمروا.
شبهته بالخوف، عندما يشم الحيوان رائحة الخوف لديك سيهاجمك.
بالعكس، هنا العنصري عندما يجد أنك واثق من نفسك كفاية سيتغير أسلوبه معك.
طبعا هي تداعيات فكرية لموضوع العنصرية وأعود وأكرر أني لا أقوم بلوم الضحية ولكن أحاول أن أجد حل يخفف من وطأة العنصرية، والتي يتعرض إليها الجميع بشكل أو بآخر.

تعليقات

  1. يعني مواجهة العنصرية تتطلب شخص فولاذي, اي لا سبيل لتقليلها سوى بتعويد النفس على المواجهة المستمرة

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الولائم (العزيمة) في سوريا

عن الشعب السوري

محاكمة الله