الجندي المجهول #Covid19

الجندي المجهول
لا يهمني إن كان هذا الفيروس قد صُنّع أو مجرد طفرة جينية، أو أن انتشاره بهذه الطريقة صدفة أو مؤامرة.
المهم أنه موجود، وأنه خطير جدا،  وقد اسميته الجندي المجهول لأن كل جسد لا يعرف ما ينتظره عند قدوم هذا الفيروس إليه، هو يتعامل مع كل حالة بطريقة مختلفة.
تماما كحال الاسلحة الذكية التي تملك رؤوس حساسة و تتبع الهدف.
هو كذلك، ومهمته القضاء عليك.
ينتقل إليك بكل هدوء ويبقى كامنا، ثم يقوم بدراسة جسدك، حتى تأتي اللحظة المناسبة ويهاجم فيها بكل قوته نقاط ضعفك. وكأنه يملك عقلا ليفكر.
تأتي الآلام قوية جدا في البداية، وبعدها تبدأ الأعراض الأخرى بالتدريج، السعلة، فقدان حاستي الشم والذوق، الحرارة، التعب والإرهاق.
يعاود مهاجمتك بطرق مختلفة، مثل الجولات في حلبة الملاكمة، ويستمر جسدك في المحاربة.
كل يوم تنتظرك مفاجأة، حتى ينتصر أحدهم.
أنه ليس نزلة برد عادية كما يروج البعض لها، أبداً.
لست ممكن يحبون المبالغة، وكنت أشعر قبل إصابتي به أن الإعلام يبالغ في الحديث عنه، وأجهل الأسباب، معتقدة أنهم يروجون لوجه جديد للعالم.
الآن، وبعد اصابتي، أعترف بأنه فيروس خطير لا يجب أن يستهان به، طبعا هذا ولم أتحدث فيه عن الشق النفسي، ونظرة الناس إليك وخوفهم حتى من الحديث معك ، وجودك بعيدا عن الدعم النفسي المباشر، واحتجازك في مكان وحدك فترة مرضك كفيل بهدم أية آلية دفاع تحاول احاطة نفسك بها.
احيانا عندما يكون الشخص مريض مرض عادي لا يجب أن يستسلم للمرض، عليه أن يخرج من المنزل إن استطاع، ومتابعة العمل ومزاولة نشاطاته اليوميه وهذا سبب  رئيسي للتخفيف من المرض، عدم الاستسلام له. مع كوفيد ١٩ لا تستطيع، فأنت مجبر على الجلوس وحيدا طول فترة مرضك، وهذا عامل لا يستهان به من عوامل قوته أيضا.
خرجت من هذا المرض بخير وبصحة جيدة وبدأت حاسة التذوق بالرجوع بشكل بسيط جدا، ورغبتي بالطعام التي كانت قد انعدمت تقريبا بدأت بالعودة، مرت فترة حتى الإحساس بالبرودة والحرارة كما يجب كنت قد فقدتهم.
الآن يعود كل شيء إلى طبيعته لكني ورثت خوفا حقيقيا على من أحب.
اعتنوا بأنفسكم جيدا لتحموا من تحبون.


تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الولائم (العزيمة) في سوريا

عن الشعب السوري

محاكمة الله