صناعة الوهم #صناعة_الوهم

 #صناعة_الوهم

عنوان جميل لأبدأ به مقالي اليوم، كلٌّ منا فنان في صناعة الوهم يخلق شخصاً ليحبه ويلبسه أجمل شكل في مخيلته ومع الوقت يشعر بأنه خُدع وظُلم من قبل هذا الشخص ونفسه هذا الشخص بدوره قد خلق شكلا للآخر أيضا وألبسه كل ما يحب ويبدؤون بتبادل الاتهامات.

الشخصان بريئان ومذنبان في آن، بريئان لأنهما لم يخبرا الآخر بأنني كذا وكذا وكذا.. قررا رسم الصورة دون عناء سؤال المعني أهي صحيحة أم لا، ولو سأله لما رفض أيضا فالصورة جميلة ولكنه ليس هو، ومذنبان لأن خلق الوهم هو ذنبه وليس ذنب الآخر.

لا ادري إن كانت ستصلكم سطوري هذه المرة فهي متداخلة جدا، مختصر القول، لا تحاولوا أن تتخيلوا شكلا للآخر من خلال اسمه أو شكله أو لباسه أو دينه أو أي هيئة هو عليها، اتركوه هو ليرسم صورته بيده ليعبر عن نفسه من خلال أعماله لا أقواله، لا يخدعنك جمال القول أو حسن النية فالطريق إلى جهنم مليء بالنوايا الحسنة، لا تجعلوه طوق النجاة في هذا العالم الموحش، بالمختصر ولأصدمكم لا يوجد طوق نجاة، نعم لا يوجد يجب أن تتعلموا وحدكم العوم من خلال تجاربكم أما أن يرمي كلٌّ حمله على الآخر فالنتيجة الحتمية  هي الغرق أو فشل العلاقة أيّ كانت .

أسوأ مشاكلنا في الحياة هي إطلاق الأحكام الجاهزة، فلان مؤيد، فلان معارض، فلان متعصب فلان علماني، فلان خائن وآخر فارغ.. أحكام وأحكام وتنسى نفسك، انظر إلى المرآة وستجد كل ذلك فيك أنت ، كل شخص يرى الآخر بعين نفسه.

عندما نحب نصنع الوهم وعندما نكره نطلق الأحكام، أوليسه؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الولائم (العزيمة) في سوريا

عن الشعب السوري

محاكمة الله