قوة الكلمة #قوة_الكلمة

 للكلمة قوة عجيبة ومتى خرجت من الفم لا مجال لعودتها ، أتذكر في سوريا عندما كنت جالسة في مكتبي أتناول قهوة الصباح مع شريكي في العمل عند بداية كل ما حدث في سوريا عام 2011، قلت له معقول  أن يستمر الوضع  لوقت طويل؟

قال لي: لا، مستحيل، وتمر الأيام وما كان مستحيلا أصبح حقيقة أذكر أني قلت جملة بعد فترة "سأعطي سوريا فرصة عشر سنوات وسنرى" ، كنت أرى الموضوع يطول مع الزمن لكن كان لدي إيمان أن كل شيء سيصبح أفضل، وعندما قلت عشر سنوات لم أكن اقصد الكلمة بالحرف، لاكتشف مع الزمن أنها كانت العداد التنازلي لرحلتي التي حدثت لاحقا، كنت أحارب كل من يفكر بالسفر وأقول له لمن نترك سوريا؟

 يستحيل أن اتركها ، احزن على كل أصدقائي الذين كنت أودعهم واحدا تلو الآخر، وكان الكل، الكل يعرف رأيي في السفر وخاصة أني كنت أستطيع الذهاب لأي مكان فلدي جواز سفري الأرجنتيني الذي بقي صالح حتى عام 2017.

بعد عشر سنوات ودون أي سابق تخطيط وتحديدا يوم 1/1/2020 قررت السفر، كان قد مضى على جملتي تلك تقريبا عشر سنوات، لم أعِ تلك الفكرة إلا بعد فترة من الزمن . لم أكن املك المال أو الأوراق اللازمة لكن ببساطة كنت بعد 23 يوم خارج سوريا، اليوم تحديدا أكمل عامي الثاني في الأرجنتين- مسقط رأسي- أحبها ولكني اشعر كأن هناك لعنة ترافق كل من أحب، أحببت سوريا جدا وحدث ما حدث والآن أحب الأرجنتين جدا وأخاف عليها مصيرا لن أقول مشابه لسوريا لكنه أيضا ليس جميلا، فالفساد مستشري جدا في بلد غني جدا جدا .

لدي سلسة من الأحداث المشابهة لقوة الكلمة ليست موضع حديثي الآن لكني تحدثت في أكثر من مناسبة  عن كتاب الراهب الذي باع سيارته الفيراري، كتابا أحدث تغييرا في حياتي، كنت قد بدأت قراءته عام 2019 على دفعات وقد تحدث في احد فقراته على ما اذكر على العقل وبأن هناك عشرات الآلاف من الأفكار التي تمر عليه يوميا ، هو فقط يحتاج إلى ترتيبها ليستطيع أن يساعدك على تحقيقها والترتيب يأتي عن طريق تدوين ما تريده مهما كان بسيطا.

مع أني مع مقولة أنا أفكر  إذا أنا موجود، أحيانا يكفي أن تفكر في الفكرة لتخلق وممكن أن يلتقطها آخرون ويدونونها وهم الكتّاب ألم تسمعوا مقولة  "نزل عليه الوحي أو أجاه الإلهام" ممكن أن تكون فكرة لأحدهم وهو قد استطاع  التقاطها.

اعتذر عن أسلوبي الغريب لاني للان لم اتخذ أسلوبا أصلا في الكتابة كل ما اعرفه انه علي أن اكتب أي شيء ولا ادري ما هو الأي شيء افتح صفحة وورد ومع  أني كل اليوم أحدث نفسي بعشرات الأفكار ولكني عندما أقف أمام الورقة –مجازا-  أجد أن الصمت أجمل ما يمكن أن أقوله، لكن الصمت ليس هدفي.

أحد أهدافي التي سجلتها على ورقة وستحدث، هو رواية تتحدث عن سوريا وعن السوريين بعيوني، والرواية تحتاج إلى شخص يتقن الكتابة وأنا لا أتقنها، لدي شيء اشعر بأنه جميل ولكني لا أتقنها، ومدركة أنه مع المثابرة كل يوم على الكتابة سأصل لهدفي ولو بعد زمن لذا أحاول الكتابة كل يوم،  وما نشري لمعظم ما أدونه إلا لأسمع آراء الآخرين ، وجدت تشجيعا كبيرا ولم يخلو الأمر من انتقادات.

في النهاية رسالتي لليوم أن اعتنوا بكلماتكم، عطّروها، لوّنوها طرّزوها قبل أن تفكروا في نطقها لأنها ممكن أن ترفعكم إلى سابع سما أو تنزلكم تحت سابع ارض.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الولائم (العزيمة) في سوريا

عن الشعب السوري

محاكمة الله