ما الفرق بين العلاقة التفاعلية والعلاقة التبادلية؟

 ما الفرق بين العلاقة التفاعلية والعلاقة التبادلية؟ 

منذ مدة وأنا أفكر وأقول في سري يا ترى هل من المعقول أن اتحول من شخص حساس جدا إلى كائن متبلد المشاعر لا يتأثر بالمحيط؟ 

احطت نفسي مؤخرا بجدار لحمايتي، امتنع عن متابعة الأخبار ولو حدث ومر خبر أمامي أحاول سماعه بدون الدخول بمشاعري مهما كان الحدث مأساويا. 

علمتني التجربة والحياة أن مهمتي أن أكون بخير، عندها استطيع مساعدة نفسي والآخرين.

اجترار الألم ولعب دور الضحية وحالة اللطم لن تفيد الطرف المتأذي في شيء.

احتفل بنفسي واهتم بها واقدّرها وهذا الأمر ليس بالأمر السهل، يحتاج إلى ثقة عالية بالنفس وإلى توازن وهدوء داخل العاصفة.

 يحتاج أيضا إلى تمرين مستمر حتى لا تخرج عن المسار فنحن في النهاية كائنات تقطن كوكبا واحدا وما يحدث لشخص سيؤثر بي بشكل أو بآخر.

لا أريد أن أكون من (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) 

فقط لأنهم (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا) 

أنا ادّعي أني مؤمنة، والإيمان فعل واحساس ومشاعر والمؤمن يعلم بيقين أن كل ما يحدث لخير ولو لم يفهمه ويكون دعاؤه الوحيد في حال عدم المعرفة( اللهم زدني علما). 

في كل قصة من قصص القرآن عبرة ودرس، وقصة سيدنا موسى مع الرجل الصالح تجعلني متأكدة انها تنفع لنقوم باسقاطها على الكثير من أحداث حياتنا، فمثلا قتل النفس من أكثر الأمور المحرّمة ولكن الرجل الصالح قتل (طفلا) لانه سيرهق والديه المؤمنين ظلما.

المشهد الحالي، قاتم، ولكن لو نظرت إليه من بعيد لوجدت الموضوع مختلف، أولا، هو في النهاية خير، لكننا لا نعرف كيف، وهذا أمر آخر تماما. 

ثانيا، فكرة الخير والشر منذ الأزل وسيستمران ولن ينتهيا. 

 الله قادر على انهاء الشر من الأرض ولكنه لم يفعل وبدل ذلك أنزل رسله وتعاليمه ليساعدنا ويدلنا على الطرق التي يجب اتباعها في حال انتشار الظلم. 

بالمناسبة ولا واحدة من تعاليمه كانت بترديد الدعاء بالقضاء على الشر، دوما كان درء الشر بالخير الذي تقوم به، بالعمل. 

الشر فعل تدمير ومهمة من يدّعي أنه من أنصار الخير هي البناء. 

لو عرفت أن الساعة القادمة ستموت وكنت تستطيع أن تقوم بعمل طيب قبل موتك مهما كان هذا العمل بسيطا، قم به، التفاصيل الصغيرة هي التي تصنع الفرق وتعمّر الأرض.

اجعل علاقتك مع الآخرين ومع الأحداث علاقة تبادلية لا تفاعلية، اسمع وكن حاضرا معهم وقرر بوعي ما الذي يجب أن تشعر به، بدل أن تكون شخصا مفعول به وينساق وراء الأحداث كحجر داخل لعبة كبيرة.

كن انت من يصمم اللعبة.

لا تعتقد أنك أذكى من غيرك أو أكثر انسانية.

لو قرأت التاريخ لا أدري لو كان عزاءا لك أن تجد وحشية أكبر مما يحدث الآن، الفرق الآن هو انك تتناول طعامك ومائدتك تحوي جثث الأطفال واهات الملكومين وأنت من قررت دعوتهم. 

يحاولون تدميرك من الداخل، نصرهم الحقيقي هو عندما تشعر حقيقة انك مظلوم، إن كنت مؤمن فأنت مع الحق يعني أنك منتصر. 

هذه الأحداث لتجدد علاقتك مع ذاتك، لتعيد بناءك من الداخل، لتعزز ايمانك، نعيش لنمر باختبارات مختلفة وهذه واحدة منها. 

أنا شخص أضعف من أن يؤذي حشرة وأقوى من أن يهز ايماني أي حدث. 

#غزة

#سوريا 



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الولائم (العزيمة) في سوريا

عن الشعب السوري

محاكمة الله