نظف عقلك، رتبه واعتن به..
تخيل غرفة تعمّها الفوضى، أثاث مكدّس، لا شيء في مكانه، لا تجد موطئا لقدم..
المشهد غير مريح، ما بالك لو كنت تعيش داخل مكان كهذا طوال الوقت!
الفوضى تشعرني بأن هناك شخص لا أحبه ملتصقا فيني طوال الوقت.
كمية المعلومات في هذا العصر تجعل عقلك شبيها بهذه المكان، يكفي أن تكبس زرا لتتحدث بأي لغة تريدها، لتصبح شاعرا، مفكرا وعالم، هناك حسابات لشخصيات تنبهر بها، لتجد بعد فترة انها نتاج الآخرين.
نحن في عصر تفوقنا فيه على ملوك الأزمنة الماضية في الرفاهية، هل سمعتم عن ملكا يركب عربة يجرها مئة حصان مثلا، أخبرني عزيزي، سيارتك بقوة كم حصان؟
كلما علا صوتك تتم برمجتك بشكل أكبر وتعتقد أنك مميز لتكتشف أنك تدخل في قالب جديد. المجتمعات كاملة يتم برمجتها، ولدي اعتقاد بأن الأمراض والحروب التي تمر بها الكرة الأرضية لقتل فرادتنا، حتى الألم بات موجها، يجب أن تحزن على الخبر الفلاني وعندما تقرر أن تمرض هناك اللقاح العلاني، نحن قطعان من البشر تدّعي الحضارة.
ما الحل وسط هذا الشلال من المعلومات، والتقنيات؟
مع أني أفضل طرح تساؤلات واترك لكم حرية التأمل لاستخراج الحلول، ولكن حتى في هذه بات الناس بليدون، يتركون الاسئلة معلقة ولا يقومون إدخالها عقلهم من الاساس، أو يستعيرون إجابات الآخرين ، يا ناس ياهو في الحياة لا يوجد غش، لو حاولت التذاكي ونقل تصرف الآخر عندما تقوم بقرار ما في حياتك، انت من سيجني عقباته وليس الآخر . في الحياة دوما هناك تجربتك الفريدة التي لا تشبه تجربة أحد . انت المميز الذي لم يخلق له مثيل.
الحل، أن تحاول ترتيب عقلك، الوضوح والهدوء يرجعك الى اصلك، إلى تفردك، إليك أنت، هناك أدوات ليكون عقلك واضح إحداها البساطة، والبساطة هنا لا يعني التقشف، بل هو الاستغناء عن كل ما هو غير ضروري، البساطة في الكلام في اللباس في تفاصيل حياتك، البساطة كاسلوب حياة، من ثم حاول أن تبتعد عن القلق، لو لاحظتم أن كل مخاوف الناس من الخيال وليس من الواقع.
الأداة التي من المفترض أن تكون كالعصا السحرية في حياتنا والتي تجعل عالمنا جميل باتت أداة للتعذيب.
نظف عقلك، رتبه واعتن به..
لو استطعت أن تلغي كل الداتا والعودة لاعدادات المصنع تكون وقتها انتصرت 😁
تعليقات
إرسال تعليق