المشاركات

عرض المشاركات من يناير, 2022

لمَ أكتب #لم_اكتب

 اليوم تذكرت جارتي التي نشأت بيننا صداقة من جراء التقائنا صدفة في المواصلات أثناء وجودي في سوريا وبالمناسبة قد كوّنت العديد من الصداقات بتلك الطريقة فللمواصلات هناك عالم وقواعد أخرى، ممكن أن تصل في نصف ساعة كما يحتاج الطريق وممكن أن يمتد الوقت إلى عدة ساعات حسب وضع الحواجز وظروف البلد في حينها، ندى وهي فتاة لطيفة الآن قد هاجرت إلى كندا كمعظم السوريين كنت قد أطلعتها على بعضا من كتاباتي لأجدها بعد ذلك من أشد المعجبين بي وتقول لي :" أحب القراءة جدا ولكنها المرة الأولى التي أعجب بكتابة ما واجد كاتبها أمامي" ، كنت اضحك في سري واشكرها، الإعجاب أمر جميل والشهرة أيضا ولكنها لا تأتي وحدها وللأمانة لا أريدها لا من قريب ولا من بعيد ولكن مشاعري وقتها كانت مضحكة ما بين سعادة وقلق، الشهرة كما السلطة أو المال ليسوا مطلب لصاحب عقل، لا لشيء لأنها لا تأتي وحدها وهنا تحضرني قصة مضحكة كانت حدثت بيني وبين أمي، فكما أخبرتكم كنت قد بدأت طريقا معينا بأسلوب الحياة والتفكير الذي يحتاج إلى الكثير من الإرادة وضبط النفس والعمل والصبر، هذا الطريق يجعل ما هو مستحيل ممكنا وحدثت عدة قصص سأروي بعضها لكم هي ثم...

قوة الكلمة #قوة_الكلمة

 للكلمة قوة عجيبة ومتى خرجت من الفم لا مجال لعودتها ، أتذكر في سوريا عندما كنت جالسة في مكتبي أتناول قهوة الصباح مع شريكي في العمل عند بداية كل ما حدث في سوريا عام 2011، قلت له معقول  أن يستمر الوضع  لوقت طويل؟ قال لي: لا، مستحيل، وتمر الأيام وما كان مستحيلا أصبح حقيقة أذكر أني قلت جملة بعد فترة "سأعطي سوريا فرصة عشر سنوات وسنرى" ، كنت أرى الموضوع يطول مع الزمن لكن كان لدي إيمان أن كل شيء سيصبح أفضل، وعندما قلت عشر سنوات لم أكن اقصد الكلمة بالحرف، لاكتشف مع الزمن أنها كانت العداد التنازلي لرحلتي التي حدثت لاحقا، كنت أحارب كل من يفكر بالسفر وأقول له لمن نترك سوريا؟  يستحيل أن اتركها ، احزن على كل أصدقائي الذين كنت أودعهم واحدا تلو الآخر، وكان الكل، الكل يعرف رأيي في السفر وخاصة أني كنت أستطيع الذهاب لأي مكان فلدي جواز سفري الأرجنتيني الذي بقي صالح حتى عام 2017. بعد عشر سنوات ودون أي سابق تخطيط وتحديدا يوم 1/1/2020 قررت السفر، كان قد مضى على جملتي تلك تقريبا عشر سنوات، لم أعِ تلك الفكرة إلا بعد فترة من الزمن . لم أكن املك المال أو الأوراق اللازمة لكن ببساطة كنت بعد 23 ...

الزمن السائل #الزمن_السائل

 الزمن السائل  الزمن هو ذلك البعد الرابع الذي قلّما ننتبه له، هل تجدون مثلي أن الزمن أصبح سريعا جدا لدرجة أننا لا نملك وقتا لشيء ؟ كل الأدوات الآن لنختصر الوقت ومع كل تلك الأدوات قد فقد الوقت نفسه بركته . لنرجع قليلا إلى الوراء، هل تتذكرون زمن الرسائل؟  بدءا من شراء الأوراق والقلم المطلوبين مرورا بالكتابة في المسودة عشرات المرات لتصل للنسخة النهائية وتبدأ بنسخها بخط جميل وتعطرها وتختم الظرف وتلصق عليها الطوابع وأخيرا المرحلة النهائية لتضعها في البريد،  وبعدها يأتي دور انتظار الرد عدة أسابيع وممكن اشهرا.. هل تتذكرون مشاعركم وأحاسيسكم ؟ أم لنرجع قليلا إلى الوراء ونلقي نظرة  على العصر الجاهلي والمعلقات التي كانت تبدأ بالحديث عن الأطلال وعن المحبوبة التي يستحيل وصالها ،  تلك المعلقات التي كانت تكتب بماء الذهب وتعلق على الكعبة . الآن، تبعث رسالتك وتنتظر ردا ولو لم يأتك خلال دقائق تتذمر من سوء الاتصالات، الكارثة الحقيقية عندما تجد أن من بعثت له الرسالة انه قد شاهد رسالتك أو أنه على الخط (اونلاين )ولم يقم بالرد عليك في لحظتها، ويبدأ عقلك بوضع كل الاحتمالات وكلها ت...

صناعة الوهم #صناعة_الوهم

 #صناعة_الوهم عنوان جميل لأبدأ به مقالي اليوم، كلٌّ منا فنان في صناعة الوهم يخلق شخصاً ليحبه ويلبسه أجمل شكل في مخيلته ومع الوقت يشعر بأنه خُدع وظُلم من قبل هذا الشخص ونفسه هذا الشخص بدوره قد خلق شكلا للآخر أيضا وألبسه كل ما يحب ويبدؤون بتبادل الاتهامات. الشخصان بريئان ومذنبان في آن، بريئان لأنهما لم يخبرا الآخر بأنني كذا وكذا وكذا.. قررا رسم الصورة دون عناء سؤال المعني أهي صحيحة أم لا، ولو سأله لما رفض أيضا فالصورة جميلة ولكنه ليس هو، ومذنبان لأن خلق الوهم هو ذنبه وليس ذنب الآخر. لا ادري إن كانت ستصلكم سطوري هذه المرة فهي متداخلة جدا، مختصر القول، لا تحاولوا أن تتخيلوا شكلا للآخر من خلال اسمه أو شكله أو لباسه أو دينه أو أي هيئة هو عليها، اتركوه هو ليرسم صورته بيده ليعبر عن نفسه من خلال أعماله لا أقواله، لا يخدعنك جمال القول أو حسن النية فالطريق إلى جهنم مليء بالنوايا الحسنة، لا تجعلوه طوق النجاة في هذا العالم الموحش، بالمختصر ولأصدمكم لا يوجد طوق نجاة، نعم لا يوجد يجب أن تتعلموا وحدكم العوم من خلال تجاربكم أما أن يرمي كلٌّ حمله على الآخر فالنتيجة الحتمية  هي الغرق أو فشل العل...