المشاركات

الولائم (العزيمة) في سوريا

 خطر على بالي هذا المشهد: الزيارات العائلية سابقا: كانت الولائم تقليد دائم بين العائلات والأصدقاء لا يملك السوريون رفاهية السفر، ويلجأ الغالبية بالتعويض عن ذلك من خلال بناء علاقات اجتماعية. وهي مختلفة،   (عزيمة) بسيطة (خلينا نشرب فنجان قهوة سوا) هذه الكلمة تنضوي تحتها مهرجان من التحضيرات والتي أصبحت بديهية بين الأصدقاء.  تبدأ مع فنجان اهلا وسهلا، ويصحبه أنواع من الكيكات المنزلية أو المشتراة، تليها العصائر، غالبا ما يصحبها فطائر مشكلة، تنتهي مع فنجان القهوة وأنواع مختلفة من الشوكولا والحلويات العربية.  هذه الزيارات العادية في المدن بشكل عام، في بيئات مختلفة يستقبلك الضيف بكأس من المتة وما أدراك ما هي المتة، وهو مشروب أرجنتيني جاء مع المغتربين الذين عادوا من أميركا اللاتينية، كان المشروب ينحصر في البيئة الساحلية - العلوية- وأهل الجبل - الدروز-، جل مهاجريهم كان يقطن تلك المناطق.  حاليا انتشرت ولم تعد مقتصرة عليهم.  للمتة طقوس ايضا، أجمل ما يميزها، الصحبة، عندما يستقبلك أحدهم ويعرض عليك المتة، تتأكد أن جلستك ستمتد لعدة ساعات.  المتة تصحبها الموالح والمكسرا...

نظف عقلك، رتبه واعتن به..

تخيل غرفة تعمّها الفوضى، أثاث مكدّس، لا شيء في مكانه، لا تجد موطئا لقدم.. المشهد غير مريح، ما بالك لو كنت تعيش داخل مكان كهذا طوال الوقت!  الفوضى تشعرني بأن هناك شخص لا أحبه ملتصقا فيني طوال الوقت. كمية المعلومات في هذا العصر تجعل عقلك شبيها بهذه المكان، يكفي أن تكبس زرا لتتحدث بأي لغة تريدها، لتصبح شاعرا، مفكرا وعالم، هناك حسابات لشخصيات تنبهر بها، لتجد بعد فترة انها نتاج الآخرين. نحن في عصر تفوقنا فيه على ملوك الأزمنة الماضية في الرفاهية، هل سمعتم عن ملكا يركب عربة يجرها مئة حصان مثلا، أخبرني عزيزي، سيارتك بقوة كم حصان؟ كلما علا صوتك تتم برمجتك بشكل أكبر وتعتقد أنك مميز لتكتشف أنك تدخل في قالب جديد. المجتمعات كاملة يتم برمجتها، ولدي اعتقاد بأن الأمراض والحروب التي تمر بها الكرة الأرضية لقتل فرادتنا، حتى الألم بات موجها، يجب أن تحزن على الخبر الفلاني وعندما تقرر أن تمرض هناك اللقاح العلاني، نحن قطعان من البشر تدّعي الحضارة.  ما الحل وسط هذا الشلال من المعلومات، والتقنيات؟ مع أني أفضل طرح تساؤلات واترك لكم حرية التأمل لاستخراج الحلول، ولكن حتى في هذه بات الناس بليدون، يتركون ا...

عن الشعب السوري

  أصبحت اؤمن بالحسد بعد كل ما اصاب الشعب السوري، كنت أراه شعب راضي وسعيد يقنع بأي شيء.  ليس عليك أن تبذهل مجهود لتفرض عليه أي قانون جديد، ستجده قد تأقلم معه ووجد ايجابيات فيه.  حاول تغيير طريقه، سيجد طريق آخر بل وعدة طرق ولن يناقش حتى عن سبب تغييره في البداية.  إشارات حمراء، شرطي مرور، وكاميرات مراقبة ويبقى السوري سعيد وراض وممتن يبدع في اطلاق النكات والضحك على كل تلك التفاصيل.  نأتي إلى موظف الدولة، كان الموظف يمتلك هالة تعادل مكانته الفيزيائية، واينما حل مكانه يتسع لأكثر من شخص ولكن مكانته تمنع الآخرين من الاقتراب.  فالموظف لديه راتب شهري ثابت، حوافز، تقاعدية والكثير من المنافع، جمعية هنا وبيت بالتقسيط هناك، مواصلات إلى العمل مؤمنة وعملا يتعدا منتصف النهار بساعتين ويبقى بقية اليوم متاحا ليقوم بكل ما يحلم به، وحتى خلال أوقات الدوام هو ملك في دائره.  تدور الدوار ويصبح السوري أينما حل يستحق الصدقة وفي احسن احواله الشفقة.  ماخطر ببالي عندما قرأت مقالا لاحد الموظفات تحلم بمنحة علها تستطيع شراء ملابس جديدة. 

ما الفرق بين العلاقة التفاعلية والعلاقة التبادلية؟

 ما الفرق بين العلاقة التفاعلية والعلاقة التبادلية؟  منذ مدة وأنا أفكر وأقول في سري يا ترى هل من المعقول أن اتحول من شخص حساس جدا إلى كائن متبلد المشاعر لا يتأثر بالمحيط؟  احطت نفسي مؤخرا بجدار لحمايتي، امتنع عن متابعة الأخبار ولو حدث ومر خبر أمامي أحاول سماعه بدون الدخول بمشاعري مهما كان الحدث مأساويا.  علمتني التجربة والحياة أن مهمتي أن أكون بخير، عندها استطيع مساعدة نفسي والآخرين. اجترار الألم ولعب دور الضحية وحالة اللطم لن تفيد الطرف المتأذي في شيء. احتفل بنفسي واهتم بها واقدّرها وهذا الأمر ليس بالأمر السهل، يحتاج إلى ثقة عالية بالنفس وإلى توازن وهدوء داخل العاصفة.  يحتاج أيضا إلى تمرين مستمر حتى لا تخرج عن المسار فنحن في النهاية كائنات تقطن كوكبا واحدا وما يحدث لشخص سيؤثر بي بشكل أو بآخر. لا أريد أن أكون من (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا)  فقط لأنهم (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا...

تعلم من النسر

  مؤخرا عرفت معلومة عن علاقة غريبة بين النسر والغراب. الغراب هو الطائر الوحيد الذي يتجرأ على النسر ويقوم بمهاجمته بل وينقر رقبته أيضا والملفت في الأمر أن النسر لا يرد على الغراب أبدا.   يقوم الغراب بتسلق ظهر النسر ويبدأ بمهاجمته، لا يدافع الاخير عن نفسه والفعل الوحيد الذي يقوم به هو فرد جناحيه والتحليق عاليا، وكلما ارتفع خفت كمية الأوكسجين حتى يسقط الغراب من تلقاء نفسه. ضع نفسك مكان النسر وعندما تجد كائنا ما يحاول التعدي عليك لا تبادله بأي رد فعل، فقط استمر بالتحليق وركز على حياتك واهدافك وتلك الكائنات التي تشبه الغراب، لو رافقتك فترة من الزمن سيأتي وقت وستذهب من تلقاء نفسها. لن تستطيع ارضاء كل الناس وليس من المفترض أن ترضيهم اصلا.  تقبل فكرة تميزك. تذكرت اغنية جميلة جدا لخوليو اغليسياس بعنوان vuela alto اي حلق عاليا يضرب مثالا عن النورس ويغني قائلا، لا تحلق بعلو منخفض كالنورس في البحر.  حلق يا صديقي حلق عاليا، العالم تحب اذيتك عندما تطير بعلو منخفض.  La gente tiran matar cuando volamos muy bajo Vuela amigo vuela alto no seas gaviota en el mar

الحياة هي أنا وأنت

 كما يقلب لاعب محترف مكعب الروبيك، اقلب حياتي معك. أعيش قصص الحب في الاغاني وكأنك حاضرا معي  لا اقصد من سبقوك، اقصدك أنت  اجل أنت حبيبي الآتِ من المستقبل احتاج قلبك فقط لاتأكد أن نبض العالم من حولي يسير بسلام  عيناك، لأرى ضوء النهار وحده احتواءك من يشعرني بأن الصيف حاضر حبيبي، انتظرك كما لم انتظر احد قبلك وخذ وقتك خذ وقتك  كما يشع كوكب كل عدة عقود ستشرق في حياتي  لتبقى وإن لم اصادفك الان لا تقلق  سأعيد الحياة مرة تلو مرة تلو مرة وستأتي وسأنتظرك هنا أنا وكل أحلامي كل قصصي سأخبئها لك لك وحدك لم أعد أرغب بأن أشارك أحدا غيرك الحياة هي أنت وأنا وإلى أن تأتي ستكون أنا وأنا 

محاكمة الله

 فيلم محاكمة الله God on trial ، قدم عام 2008 وهو فيلم فلاش باك بين الحاضر مجموعة تقوم بزيارة مكان أصبح متحفا، حدثت فيه اباداة جماعة، والعودة لتلك اللحظات. النازيون كانوا يقومون بتجميع اليهود في زنزانة واختيار بشكل عشوائي من سيتم اعدامه في غرفة الغاز في اليوم الذي يليه. يجتمع المساجين (نصفهم سيموت في اليوم التالي) ويقررون إقامة محاكمة لله، بناء على ديانتهم(اليهودية) ، الله أقام ميثاق معهم وتبدأ المحاكمة وكل يتحدث عن تجربته، المؤمن يحاول طرح فكرته، البقية بين غاضب، خائف وحائر في سردية لطيفة ليخرج الله منها مدانا في النهاية. ويتطرقون إلى الإرادة الحرة وحوار بديع بين الظلم الذي يعيشه اليهودي وبين إيمانه العميق وينتهي الفيلم في مشهد فيه الكل يصلي. من عاش تلك المعاناة كيف يستطيع أن يقدم هلوكوست حي في غزة نشاهده ليل نهار؟  هذه المرة أحاول أن اخاطب كل يهودي اين انتم من غزة؟ هل تريدون ان تكرروا ما فعلوه بكم!